كيفية استخدام أسلوب الألعاب لتحقق أهدافك ؟
اللوعبة (Gamification) هي استخدام آليات الآلعاب في مجالات أخري - غير صناعة الألعاب - لتحقيق أهداف، أو التحفيز على الالتزام بسلوكيات معينة. وهي ببساطة استخدام أساليب الألعاب لتحقيق أهدافك. يمكن أن تستخدم الـ Gamification لتحفيز أولادك على النجاح فى دراستهم وحياتهم، أو تحفيز طلابك على المذاكرة والإجتهاد، أو تحفيز موظفين شركتك على تحقيق أعلى الإنجازات، أو تحفيز عملائك لشراء المزيد من منتجات شركتك.
هناك فكرة رائعة تمثل الدوافع والمحفزات الأساسية عند البشر. يُمكنك استخدام هذه الدوافع والمحفزات لفهم نفسك والآخرين وبذلك تستطيع تصميم منتج أو خدمة بطريقة تشجع الناس على استخدام هذه الخدمة أو المنتج.
الألعاب لها قدرة رهيبة على بذل الوقت والجهد. لعبة Pokemon Go حفزت ناس كتير على المشي لفترات طويلة رغم إنهم لا يستطيعون المشي لهذه المسافات في حياتهم اليومية.
لعبة Farm Ville أو المزرعة السعيدة جعلت الكثير من الناس يصحون في الصباح مبكراً لكي يحصدوا المحاصيل الإفتراضية الموجودة في اللعبة رغم أن هؤلاء الناس يعانون من صعوبة الإستيقاظ مبكراً للذهاب إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل.
بالنسبة لمحبي كرة القدم، يمكنهم لعب أكثر من ساعتين جري في الملعب. إلا أن هؤلاء الناس أنفسهم يصعب عليهم أن يلتزموا بالجري لمدة ٢٠ دقيقة يومياً.
ما هي آليات الألعاب ؟ 🔗
آليات الالعاب هي الطرق والأساليب الموجودة فى الألعاب وتشجع المستخدمين على حب اللعب والاستمرار في ممارسة اللعبة يومياً.
من أهم هذه الأساليب والآليات: جمع النقاط، والمستويات والترقي من مستوى لآخر، التحديات بين الناس، الأوسمة والنياشين، .. هذه الأساليب تسمي ميكانيكيات الألعاب أو آليات الألعاب. واللوعبة هي اضافة هذه الأساليب لشئ آخر غير الألعاب بغرض تحفيز الناس على ممارسة هذا النشاط أو استخدام هذا الشئ أو شراء هذا المنتج.
من أكثر المجالات التى تستخدم اللوعبة - Gamification - هو مجال التسويق. وغالباً تستخدم الشركات أسلوب جمع النقاط مما يشجعك على شراء المزيد من المنتجات. لأنك عندما تشتري منتجات تأخذ نقاط، وهذه النقاط عندما تصل إلى رقم معين يمكنك أن تحصل على منتج بها أو تخفيض معين أو الدخول إلى سحب عشوائي.
لاحظ: مجرد إضافة بعض آليات الألعاب لمجال آخر عادة لا يضمن زيادة التحفيز وفرص النجاح.
ما الذي يضمن نجاح آليات الألعاب فى جذب الناس للمنتج أو الخدمة؟ 🔗
عندما تكون هذه الآليات والأساليب تدعم الدوافع والمحفزات الأساسية عند البشر. لذلك سنقوم الآن بمعرفة أهم الدوافع والمحفزات الأساسية التي تساعدنا على القيام بالأفعال.
الدوافع والمحفزات الأساسية 🔗
أى فعل يستلزم وجود حافز. يمكن أن يكون الحافز هو النجاح وحب التطور والطموح، أو الخوف من الخسارة وتجنب الألم، .. يمكن ان يكون حب مساعدة الآخرين، أو حتى حب التملك.
نموذج Octalysis للدوافع والمحفزات الأساسية للإنسان 🔗
نموذج Octalysis وهو اختصار لـ Octagon ومعناها شكل ثماني، و Analysis ومعناها تحليل. والمقصود من الإسم هو أن هذا النموذج يساعدك فى تفسير دوافع البشر فى أهم فعل يقومون به.
١. المعنى والرسالة - Meaning & Calling 🔗
إن كان العمل يخدم فكرة أو رسالة تسعي أن لتحقيقها، ستكون متحفز أكثر للقيام بهذا العمل. مثل العمل التطوعى. ستجد فى الكثير من الألعاب معنى كبير مثل أن تنقذ الكوكب من غزو فضائي، أو أن تنقذ الأميرة من السلحفة الشريرة.
استخدم هذا الدافع في حل مشكلة كبيرة فى كندا. هناك مستشفى لعلاج الأطفال من مرض السرطان في كندا. والأطباء يحتاجون من الأطفال لملء تقارير يومية عن أى ألم يشعروا به مثل مكان الألم وقوة الألم واستمراريته. هذه البيانات مفيدة في فهم المرض وعلاجه. ولكن ملء التقارير يومياً أمر صعب جداً على الأطفال.
بعد الاستعانة ببعض الخبراء، صمم تطبيق سمي كتيبة محاربة الألم - Pain Squad - يخبروا الطفل أنه قد انضم لفرقة من الشرطة هدفها البحث عن الألم والقضاء عليه. ويمكن للطفل مساعدة الكتيبة عن طريق تحديد مكان الألم ومدى شدته بطريقة سهلة الإستخدام داخل التطبيق. كل مرة يقوم الطفل بإستخدام التطبيق يحصل على نقاط تساعده على الترقي داخل الكتيبة من رتبة ملازم لرائد لعقيد .. وهكذا. ومع كل مرة يحصل على ترقية فيها يظهر فيديو لرجل شرطة يشكره على مجهوده ويبلغه بخبر ترقيته.
فكرة التطبيق حققت نتائج رائعة مع الأطفال لدرجة أنه تم تطبيقها فى الكثير من المستشفيات في كندا. هذا التطبيق جعل الحصول على البيانات أسهل على الأطفال المصابين والأطباء.
لاحظ أن تم تغيير الهدف والرسالة الحقيقة من جمع هذه المعلومات إلى هدف ورسالة أخرى يمكن للأطفال أن يفهموها ويتفاعلوا معها وبالتالي تشجعهم على الفعل.
٢. التطور والإنجاز - Development & Accomplishment 🔗
الرغبة في التطور والإنجاز موجود لدى كل البشر. هذا الدافع هو أكبر محفز يجعلنا نحب الألعاب الإلكترونية. لأنه على عكس الحياة الواقعية، التطور والإنجاز داخل الألعاب الإلكترونية يحدث بسرعة. وتكسب نقاط كل دقائق أو ثواني. مما يجعل الألعاب الإلكترونية وسيلة للهروب من الواقع الذي يصعب فيه التطور والإنجاز.
من أشهر التطبيقات المفيدة لهذا الدافع هي الساعات الذكية التي تسجل عدد خطوات المشي وتحسب السعرات الحرارية. رؤيتك للرقم وهو يزداد وشريط التقدم وهو يزداد يشجعك للاستمرار في المشي لفترات أطول. عندما تحقق الهدف اليومي - Daily Target - تحصل على Badge أو شارة كجائزة معنوية لأنك حققت الهدف. وهذا يمنحك شعور بالإنجاز,
٣. تمكين الإبداع - Empowerment of Creativity 🔗
كلما كان متاح لك أن تقوم بالعمل بطريقتك الخاصة، كلما كنت متشجعاً للقيام بهذا العمل. بصيغة أخري، إن وجد مجال للإبداع ولو بسيط فإنك تتشجع أكثر للقيام بالفعل. على العكس تماماً إن كنت مجبر على القيام بالفعل فى وقت وطريقة معينة مفروضة عليك.
في عالم الألعاب، كلما كان هناك طرق وأساليب مختلفة لحل وتجاوز التحديات التي تواجهك في اللعبة، كلما نجحت هذه اللعبة في جذبك للعب لفترات أطول ومستويات أكثر.
من التطبيقات المفيدة لهذا الدافع هي لعبة Foldit وهى لعبة علمية إبداعية سهلة الإستخدام. لعبة Foldit سهلت فرد وطي الأحماض والبروتينات بشكل ثلاثي الأبعاد. هذه اللعبة ساعدت العلماء على تحقيق عدة اكتشافات كان من الصعب الوصول لها بالطرق التقليدية. وحالياً موجود بها تحديات خاصة بفيروس كورونا. لتحميل اللعبة وتجربتها ادخل على الموقع الرسمي من هنا .
٤. التملك والاستحواذ - Ownership & Possession 🔗
كل البشر لديهم حب التملك والاستحواذ ولكنهم يختلفون فقط في شدة هذه الرغبة في التملك. بالإضافة إلى حب البشر للتملك، نقوم بإعطاء قيمة أكبر للأشياء التي نملكها. لأننا نرتبط بشكل كبير بكل شئ نملكه. إن كنت تريد بيع سيارتك المستعملة غالباً ستقوم بإعطاء قيمة كبيرة لها فقط لأنك تملكها.
في عالم الألعاب، تقوم الكثير من الألعاب بتسهيل بناء ملكية لك داخل اللعبة مثل المزرعة السعيدة. لعبة المزرعة السعيدة تسهل عليك بناء مزرعة وبذلك تبدأ في الإرتباط باللعبة لأنك تملك فيها مزرعة خاصه بك لأنك بنيتها بنفسك. والكثير من الألعاب التي تجعلك تبني قاعدة عسكرية أو مدينة. وهذا يدفعك للحفاظ على ما تملكه وبالتالي تستمر في اللعب لشهور وأحياناً لسنوات.
من التطبيقات في الواقع هي الجوائز المالية التي تقدمها الشركات للعملاء مثل تجمع كل أجزاء صورة الدراجة (العجلة)، أو الموتوسيكل.. ثم الحصول على ما قمت بتجميعه. واستغلت هذه الفكرة شركة كوكاكولا فى التسعينات (1900 إلى 2000) داخل مصر.
٥. الإنتماء والتأثير الاجتماعي - Social Influence & Relatedness 🔗
الناس يحاولون أن يندمجوا في المجتمع. يبذل الكثير من الناس المال والوقت لتجنب مخالفة عادات المجتمع والشعور بالانعزال عن المجتمع. حتى أن الكثير من الناس يبذلون الجهد والوقت والمال للتفوق في المجالات والوظائف التي يحترمها الناس في مجتمعهم.
إن كنت تعيش في مجتمع يقدر ويحترم الأغنياء وأصحاب السلطة، ستجد معظم الناس يسعون لتحقيق الغني والسلطة. أما إن كنت تعيش في مجتمع يقدر العلماء، معظم الناس يسعون إلى اكتساب العلم والمعرفة.
الإنسان يحتاج إلى الإنتماء إلى مجتمع ما ويشعر أنه منه ومقدّر وسط هذا المجتمع. لذلك تجد الشاب يقضي وقت أطول بين أصدقائه لأنه يشعر بالتقدير بين أصدقائه أكثر من أهله. بالإضافة إلى تشابه الاهتمامات بينه وبين أصدقائه.
بالإضافة إلى الإنتماء، يقدم لك المجتمع المنافسة. المنافسة تجعل تدخل فى تحدى من أجل النجاح والتميز على المنافسين. بالإضافة إلى التعاون أيضاً مما يعزز الإحساس بالجماعة والمجتمع.
هناك دراسة كاملة عن هذا الدافع وتأثيرة وخاصةً على مواقع التواصل الإجتماعي. استغلت مواقع التواصل الإجتماعي هذا الدافع فى تأثير يسمى Network Effect وهو عبارة عن شعورك بالاحتياج للتواجد على موقع معين لأن كل من تعرفهم موجود على هذا الموقع أو التطبيق. استغلت شبكات التواصل الإجتماعى تأثير المجتمع من ملكية وتنافس وتعاون وتواصل .. والكثير من الإحتياجات. لذلك لا أتوقع أن تنتهي فكرة تطبيقات التواصل الإجتماعى إطلاقاً مهما حاول بعض الناس إقناع المجتمع بغلق حساباتهم من على هذه المواقع الإجتماعية.
٦. الندرة والتلهف - Scarcity & Impatience 🔗
من طبائع البشر أنه كلما كان الشئ نادر وقليل التواجد، كلما شعر الناس بالحاجة لامتلاك هذا الشئ. من الممكن أن تكون هذه الندرة حقيقية مثل جمع العملات النادرة وطوابع البريد القديمة. أو أن تكون هذه الندرة مصطنعة أو متوهمة مثل عروض وتخفيضات المولات والأسواق لفترة محدودة. الخصم صنع ندرة متوهمة حفزت الناس على الشراء.
الكثير من الألعاب بها هذا الدافع. مثل أن يكون هناك سلاح معين الحصول عليه صعب. فكرة الحصول على شئ أو سلاح قليل من اللاعبين يمكنهم الحصول عليه هي فكرة قوية وحافز كافي للاعب لكي يستمر في المحاولة للحصول على هذا السلاح.
٧. الفضول وحب الإستطلاع والمفاجأة - Unpredictability & Curiosity 🔗
العقل البشري فضولي تثيره الأشياء الغامضة والغير متوقعة. وهذا الفضول هو السبب الرئيسي الذي يجعلك تريد تكملة قصة بدأت فى قراءتها، أو الإستمرار في مشاهدة مسلسل درامي لـ ١٠٠ حلقة، أو قراءة رواية قد تصل إلي ٣٠٠ ورقة.
في شبكات التواصل الإجتماعي، تستمر في النزول لأسفل لرؤية البوستات لأن وجود بوست جميل يسعدك ويشبع جزء من فضولك. بالإضافة إلى احساسك بإشباع رغبة معرفة ما لا تعرفه. فتستمر فى الحصول على المفاجآت عن طريق البوستات مع إشباع فضولك الذي لا ينتهي.
معلومة تعلمتها أثناء دراسة مجال برمجة الألعاب. وهى أنك لابد أن تضيف مجال للحظ والعشوائية. ولا تجعل اللعبة تعتمد على المهارة فقط. لأن هذه الأسلوب يجعل اللاعبين يدمنون اللعبة. لأنها تضيف فكرة عدم توقع النتائج. لأن هذه الفكرة تزيد ارتباط وتفاعل اللاعبين داخل اللعبة.
٨. تجنب الخسارة والألم - Loss & Pain Avoidance 🔗
الخوف من الخسارة والألم هو ما يدفع الطالب لمذاكرة المنهج في ليلة الإمتحان تجنباً للرسوب. وهو الذي يدفع الموظف للقيام من نومه في الصباح للذهاب إلى عمله رغم أنه يكره العمل. وهو الدافع الذي يجعل الشركات تضغط نفسها قبل ميعاد تسليم المشروع خوفاً من غضب العميل أو الشرط الجزائي.
من الألعاب التى استخدمت دافع تجنب الخسارة والألم هي Zombie, run! التي تعمل على هاتفك. تقوم بتشغيل اللعبة و توصيل سماعة الأذن. وتجري.. وكلما قللت سرعتك تسمع صوت الزومبي وتخبرك اللعبة أو تقوم بالجري أكثر لكي لا يؤذيك الزومبي. بإستخدام هذه اللعبة يمكنك الجري لمسافات طويلة يومياً.
لاحظ: لا يشترط وجود أكثر من دافع للقيام بالفعل. يكفي حافر واحد فقط للقيام بالفعل إن كان هذا الدافع موجود بالقوة والقدر الكافي.
لمزيد من المعلومات عن البرمجة والألعاب، ابحث عن “موقع أبانوب حنا للبرمجيات” على جوجل وادخل للموقع وستجد موضوع جديد يشرح فكرة أو معلومة جميلة ومفيدة لك إن شاء الله يومياً.