لا تبالغ فى التمسك بالأدوات - اللغات، الأجهزة، أنظمة التشغيل
البرامج، وأنظمة التشغيل، والأجهزة، ولغات البرمجة، واللغات البشرية،.. كل هذه وغيرها ما هى إلا مجرد أدوات لتوصيل المعلومة أو إتمام مهمة معينة أو خدمة معينة. فالهدف من لغة جافا مثلاً أن تكتب المنطق والخطوات التى تحدث فى تطبيق أندرويد معين. والهدف من اللغة العربية هو القدرة على تبادل المعلومات والأفكار والأوامر بين الناس.
كل الأدوات مصيرها التغير والتطور أو الموت 🔗
فى الماضى كان هناك أنظمة تشغيل للهواتف مثل سمبيان و ويندوز، ولكن هذه الأنظمة حالياً هى مجرد ذكرى ولا توجد فى الواقع. الموجود حالياً هو أندرويد وآيوس. هل سيظل أندرويد وآيوس فقط؟!
لا أعلم، ولكن كل ما أعرفه أن كل شئ مصيره التغير والتطور. إن لم تستطيع التطور وتحسين نفسك والتكيف مع البيئة الحديثة فستموت!
لغات البرمجة 🔗
الكثير من المبرمجين يحبون لغة برمجة معينة ويريدون أن يكتبوا كل البرامج بها ويراهنوان ويجادلون أنها أفضل لغة برمجة على الإطلاق.. والكثير من هذه الآراء العبثية!
لغات البرمجة هى مجرد أداوت! وكل أداة لها مميزات وعيوب، نقاط قوة ونقاط ضعف. عليك أن تستفيد من كل لغة فى المجال المناسب لها وتستفيد من كل المميزات التى تقدمها كل لغة عندما تستخدمها. فمثلاً إن كنت تريد برمجة باك إند (Back End) لموقع معين فمن المنطقى والعملى أن تستخدم لغة PHP أو NodeJS ولكن ليس من المنطقى أن تستخدم لغة C/C++ لأن الأمر سيصبح صعب جداً بدون داعى.
إن كنت تريد تصميم برنامج أندرويد فيمكنك أن تستخدم جافا أو كوتلن أو دارت (فلاتر Flutter) ولكن ليس من المنطقى أن تصر على استخدام لغة سويفت أو لغة بايثون!
هناك الكثير من اللغات التى كانت تتمتع بشهرة وحب كبير من المبرمجين ولكنها مع الوقت قلّ استخدامها أو حتى انعدم استخدامها وأصبحت جزء من التاريخ فقط. مثال على اللغات التى قلّ استخدامها لغة كوبول (COBOL)، ولغة بيزك (BASIC) وغيرها من اللغات التى شبة انعدم استخدامها ولم يعد أحد يذكرها إلا فى المجال الأكاديمى والدراسى أو كجزء من تاريخ السوفت وير. ويمكنك الإطلاع على كل لغات البرمجة على ويكيبديا من هنا وحاول أن تحدد كم لغة برمجة تعرفها منهم وكم لغة تستخدمها منهم.
لا تتمسك بلغة معينة بشكل مطلق! حاول أن تتقن اللغات وبيئات العمل وتكتب المنطق الذى تريده بأفضل طريقة مناسبة حسب إمكانيات اللغة وبيئة العمل ونظام التشغيل الذى تكتب له.
أنظمة التشغيل والأجهزة 🔗
لا تتمسك بشكل مبالغ فيه بنظام تشغيل معين، ﻷن كل نظام تشغيل له مميزات وعيوب! ولا يوجد نظام تشغيل مثالى! ولكن عامل أنظمة التشغيل معاملة العدة والأداوت مثل المفك والفتاح.. كل نظام تشغيل مميز فى أشياء معينة. شارك فى تطور أنظمة التشغيل والبرامج التى تعمل عليها لتصبح تجربة استخدام نظام التشغيل أفضل ما يمكن (إن كنت مهندس برمجيات مثلاً).
إن كنت تُفضّل نظام تشغيل معين، حاول أن توفر له ما يجعله أسهل فى الإستخدام وأكثر إفادة للمستخدم! أى حاول أن تُحسّن من الأداة لتؤدى كل الأغراض المطلوبة منها! لا تتعصب لنظام الأندرويد أو الآيوس! كلاهما لديه نقاط القوة والضعف.. من حقك أن تُفضّل نظام على آخر! ولكن يجب أن ترى الحقيقة كاملة ولا تَجعل نفسك مُغَيَّب! اعرف عيوب ومميزات كل نظام فيهما واستخدم أحدهما أو كلاهما كما تُحب!
لا تكن فان بوى (Fan boy) وتتعصب وتنحاز لنظام تشغيل أو جهاز أو شركة! لا تنحاز لسامسونج وتكره آبل! ولا تنحاز لآبل وتكره جوجل! .. من الجيد أن تُفضّل شركة معينة أو منتج معين.. ولكن كن موضوعى فى أحكامك، ولكن عندما تختار اختر حسب تفضيلاتك الشخصية!
كل أنظمة التشغيل والأجهزة الحالية من كمبيوتر مكتبى ولاب توب وتابلت وموبايل ستتغير وتتطور وسينتهى بعضها وينقرض ويُصبح جزء من الماضى.. هذه هى الحياة.. كن على يقين أن هذا سيحدث.. ولذلك عليك أن تُعامل أنظمة التشغيل أنها أدوات للتواصل والعمل والإبداع ومساعدة الآخرين وغيرها من المهام النبيلة الأخرى.. وعليك أن تعامل الأجهزة أيضاً كأدوات للقيام بالمهام المختلفة من اتصال وتصفح الإنترنت من أجل القراءة والدراسة والتسلية والتواصل الإجتماعى وغيرها من المهام المختلفة والأهداف.
البرامج (السوفت وير) 🔗
لا تتعصب لبرامج الأوفيس الخاصة بشركة مايكروسوفت مثلاً ولا ترى أمامك أى منافسين أو مُشابهين! ولا تتعصب لمنتجات شركة أدوبى من فوتوشوب وإلستريتور وبريميير وغيرها ولا ترى أى منتجات منافسه أخرى..
إن كنت ترى أن برامج مايكروسوفت أوفيس أقوى برامج (Word, Excel, PowerPoint,.. etc) فهذا صحيح إلى حدٍ ما ولكن هناك تطبيقات جوجل Google Docs، وبرامج شركة آبل مثل محرر النصوص Pages والكثير من حزم الأوفيس والبرامج المتخصصة فى المهام المختلفة. وهناك برامج معينة تتفوق على مجموعة برامج الأوفيس الخاصة بشركة مايكروسوفت.
إن كنت ترى أن برامج شركة أدوبى للتصميم ثنائى وثلاثى الأبعاد ومونتاج الفيديوهات هى أفضل برامج فهذا تفضيل شخصى وإلى حدٍ ما واقعى وأنا أتفق معك أيضاً. ولكن حاول أن تتعامل مع كل البرامج على أنها أدوات لأن كل هذه الأدوات يأتى لها يوم وتتطور وتتغير أو تضعف مقابل المنافسين وتضطر للتحويل إلى برامج أخرى!
حاول أن تستخدم البرنامج الأنسب لك للمهمة التى تريده فيها.. ﻷنه مجرد أداة.. فمثلاً استخدم final cut فى تحرير ومونتاج الفيديوهات إن كنت تملك ماك بوك، أما إن كنت تستخدم لاب توب وعليه نظام التشغيل ويندوز فإستخدم أدوبى بريميير برو (Adobe Premiere Pro)، أو كامتازيا ستوديو (Camtasia Studio). أما إن كنت تستخدم لاب توب وعليه توزيعة من توزيعات لينكس فإستخدم كيدن لايف (Kdenlive) أو بلندر (Blender) لمونتاج الفيديو.
حاول أن تستخدم البرنامج الأنسب للمهمه.. وليس البرنامج الذى تتعصب له! البرنامج موجود كأداة ﻹتمام مهمة معينة بطريقة سهلة، وسريعة، وجميلة،.. إلخ.
اللغات البشرية 🔗
حتى لغاتنا المنطوقة هى مجرد أدوات للتواصل بين الناس والتفاوض والنقاش! كل هذه اللغات واللهجات الحالية أتت من لغات كانت قبلها. اللغات تتغير مع الوقت ويحدث لها دمج وفصل وهناك قواعد يتم اختراعها (التقعيد)، وكلمات تستلفها اللغات من بعضها، وارتخاء للأصوات،.. والكثير من التغييرات التى تسبب تكون اللهجات المختلفة بمرور الزمن.
كل لهجة من اللهجات تتحول إلى لغة منفصلة بمرور الوقت. ولكن هذا التغير يحتاج إلى وقت طويل لكى يحدث. يُمكنك ملاحظة تغير اللهجات بين المجتمعات المختلفة فمجتمع العمال لديه بعض الكلمات والألفاظ المختلفه عن مجتمع رجال الأعمال، ومجتمع القرية يختلف عن مجتمع المدينة،.. وهكذا
ويُمكنك أن تعرف أكثر عن تطور لغات البشر من هذا الفيديو الموجود على اليوتيوب على قناة حسين عبدالله بعنوان “لماذا تختلف لغاتنا؟”.
والآن بعد أن عرفنا أن كل هذه الأشياء فى الحقيقة عبارة عن أداوت اخترعناها نحن البشر لتسهل علينا حياتنا، علينا الآن ألا نتعصب للغة معينة أو برنامج معين أو نظام تشغيل معين أو .. إلخ.
حاول أن تستفيد من كل هذه الأداوت المختلفة واستخدم أنسبهم وأفضلهم للمهمه التى تقوم بها. أراكم فى موضوع آخر على موقع أبانوب حنا للبرمجيات.