كيف تحل أي مشكلة تواجهك؟
دائماً تواجهنا الكثير من المشاكل. أحياناً نحل المشكله، وأحياناً نحل أعراض أو ظواهر المشكلة، وأحياناً نهرب من المشكلة، وأحياناً نتجنب مواجهة المشكلة رغم أنها موجودة، وأحياناً نتعايش مع المشكلة. ولكن لماذا لا نحاول حل المشكلة بطريقة صحيحة؟!
كان من المفترض أن نتعلم فى المدرسة والجامعة كيف نفكر؟ وكيف نحدد إن كانت المعلومة التى نسمعها صحيحة أم لا؟ كيف نتعلم؟ كيف نذاكر؟ كيف نتعرف على المشاكل ونشخصها؟ ما هى طرق حل المشكلات؟ كيف نعيش بشكل صحى؟ .. كل هذا الأسئلة وغيرها لم نتعلمها، ولكن علينا أن نتعلمها بمفردنا من خلال عالم الإنترنت المفتوح الذى يحتوى على كل المعلومات التى تعرفها البشرية حتى الآن.
بعد كل هذا الكلام العميق والتفصيلى عن التعليم وحل المشكلات،.. دعونا نبدأ فى الطرق التى نعملها ونفكر بها لكى نحل المشكلات بشكل أدق وأسرع، ثم نطبق على أمثلة مختلفة.
أولاً: جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلة 🔗
اجمع كل الأفكار والمعلومات والأحداث الخاصة بالمشكلة. بعد ذلك قسّم كل هذه المعلومات إلى أقسام تدل على مدى قربها من المشكلة، أو مدى تأثيرها على المشكلة.
ثانياً: ابحث عن أصل المشكلة 🔗
لا تحصر نفسك فى المشكلة الظاهرة أمامك، بل حاول الوصول إلى أصل المشكلة. ربما تكون هناك مشكلة صغيرة فى الماضى أو فى التفاصيل أدت إلى هذه المشكلة الحالية. لا يغرك قوة وتعقيد المشكلة، من الممكن أن يكون سببها تافه جداً وإزدادت المشكلة بشكل متضاعف مع أخطاء متبادلة.
حلل المشكلة واعرف علاقة الأشياء والأشخاص ببعضها البعض وما حدث وما يحدث الأن وستبدأ فى إدراك المشكلة الحقيقة الأصلية. إن عرفت المشكلة الأصلية وسعيت لحلها، كل المشكلات الضخمة الناتجة عنها ستختفي تلقائياً.
ثالثاً: ركز على أساسيات المشكلة وليس المتلازمات والأعراض 🔗
لكل شئ فى هذه الدنيا أساسيات وأشياء ثانوية ملازمة لها وأعراض ناتجة عنها تظهر وتصبح أوضح من الأشياء الأساسية. الأساسيات هى المتحكم فى المشكلة. إن عرفت أساسيات المشكلة وغيرتها، ستجد كل شئ بدأ في التغيير تلقائياً. ﻷن كل شئ يؤدى إلى شئ آخر وهى سلسلة من التأثير والتأثر.
رابعاً: انظر نظرة عامة للمشكلة لكى لا تغرق فى التفاصيل 🔗
تجنب الغرق فى التفاصيل، وحاول النظر إلى المشكلة بشكل كامل لكى تستطيع أن تحدد العناصر أو المكونات الأساسية للموضوع أو المشكلة. هذه الطريقة ستجعل حل المشكلة أسهل ﻷنك ستفهم الشكل العام للموضوع.
خامساً: قلل عدد عناصر المشكلة، وصغرها لتبسيط فهمها 🔗
إن كان لديك مشكلة ضخمة فى شركة، أو برنامج ضخم، أو حتى دولة فإبدأ في أخذ المشكلة وتصغير حجمها وتقليل عناصرها. وبذلك تستطيع أن تحدد السبب أو المنبع الرئيسى للمشكلة.
تصغير المشكلة، ثم تحديد المشكلة أو السبب الذى أدى للمشكلة، ثم محاولة الحل على النموذج المصغر ثم تكبير النموذج وملاحظة الفروقات بين النماذج حتى الوصول إلى حل للمشكلة فى كل أحجامها وبذلك يكون هذا هو الحل الأفضل.
سادساً: تسهيل المشكلة عن طريق الكتابة والرسم 🔗
يمكنك استخدام ورقة وقلم لرسم مخططات أو كتابة نقاط لتحديد المشكلة والمعلومات وتطبيق الحلول المختلفة. كتابة العناصر العامة للمشكلة والتعمق فى التفاصيل حتى الوصول إلى سبب المشكلة (المشكلة الحقيقية) ثم وضع حلول واختبار الحلول على الورق أولاً قبل التنفيذ.
كل ما تكلمنا عنه من خطوات يعتبر نظرى وليس له قيمه كبيرة ﻷنها معلومات لا نعرف كيف نستخدمها. لذلك سنطبق هذه الخطوات والأفكار على مشكلات واقعية مختلفة.
ما هى المشكلة (Problem)؟ 🔗
المشكلة هى إجابة على أى سؤال. إن كانت وظيفتك أن تكتب ورق وأنت تكتب 10 ورقات فى اليوم، وسألت: كيف أكتب 15 ورقة فى اليوم؟ هذه مشكلة يمكنك أن تطبق عليها الخطوات الست التي تحدثنا عنها.
فهمنا ما هى المشكلة، دعونا نبدأ فى التطبيق.
المشكلة الأولى: السكرتيره 🔗
أنا أعمل سكرتيرة وكلما أدخل إلى المدير أراه متعصباً، وكثيراً ما يقول أنى آتى متأخره بالأورق. أريد أن أتخلص من هذا التوتر فى العمل وعصبية المدير؟
فى البداية نبدأ فى التعرف على المشكلة وجمع المعلومات. لماذا يغضب المدير؟ ﻷنه يريد الأوراق أن تأتى فى الوقت الذى يطلبها مباشرةً. ولكى نعرف هل هو عصبي بطبعه أم أنها مشكلة بطء فى توصيل الأوراق له. لذلك نسأله، هل عندما تصل له الأوراق مباشرة يكون غاضب أيضاً؟ لا، يكون الموضوع عادى وليس عصبى.
عرفنا أن المشكلة فى تأخير الأوراق وليس فى مزاج المدير. ندخل على مرحلة معرفة أصل المشكلة. المشكلة بشكل عام هى تأخر الأوراق ولكن ما هو السبب الأصلي للمشكلة ( المشكلة الأصلية ). لماذا تتأخر السكرتيرة فى جلب الأوراق؟ أحياناً تحتاج أن تكتب الأوراق وتحتاج لوقت فى الكتابة، وأحياناً تحتاج لطباعة الأوراق وتحدث مشكلة بسيطة في الطابعة مثل نقص الورق أو ما شابه.
عرفنا أسباب التأخر، لذلك نبدأ فى وضع حلول للمشكلة. فى هذه المشكلة يمكن أن يكون الحل فى التأكد يومياً من وجود أوراق فى الطابعة، والتدريب على سرعة الكتابة على لوحة المفاتيح، وطباعة الأوراق العامة مثل الطلبات والأشياء التى كـ نماذج لكى تكون متوفرة فوراً عند طلبها. وهكذا نكون قد وضعنا حل للمشكلة الأصلية وبعد تطبيق هذه الحلول لن نرى أعراض المشكلة ( غضب وتوتر المدير ).
المشكلة الثانية: قطع العملات 🔗
الفكرة فى حل المشكلة أنك تفهم القواعد، ثم تصغر حجم المشكلة وعدد عناصرها، وتحل المشكلة الصغيرة ثم تكبر المشكلة وتحلها، وتكبرها أكثر وتحلها، وهكذا.. حتى تصل إلى قاعدة (rule) وتسلسل متشابه (pattern) بهذا التشابه أو القاعدة يمكنك حل أى حجم من نفس المشكلة.
وإليكم الفيديو…
المشكلة الثالثة: الرياضيات 🔗
أن لا أحب الرياضيات! ولا أفهمها! ودائماً درجاتى ضعيفة فيها. كيف أحصل على درجات عالية فى الرياضيات؟
عليك أولاً أن تعرف المزيد عن لماذا تكره الرياضيات. يعطوك مسألك ثم تبدأ فى خطوات الحل حتى تصل للناتج. هل يمكنك أن تحل المسأله مع المدرس أثناء حله لها؟ نعم. ولكنك لا تستطيع حلها بمفردك؟ نعم.
عرفنا المشكلة هى فى كيف تبدأ الحل، وبالتالى المشكلة أنك لا تفهم الرياضيات أصلاً ولم تفهم المسأله ولا ما هى الطريقة للوصول للحل، أنت عرفت الخطوات فقط وهذا يشبه حمار حفظ طريق عودة صاحبه للمنزل.
عرفنا أصل المشكلة أنها فى فهم الرياضيات. إذن الحل أن تسعى لفهم الرياضيات ومعنى الحسابات والقوانين. وكيف يتم استنتاج هذه القوانين من حالات متشابهة ومشاهدة التشابه (pattern) وتحويله لقانون. وما معنى العمليات الرياضية وكيف تستخدمها لحل المشكلات الحقيقة، أى تطبقها فى الواقع وليس مجرد تمييز لكلمة أو جملة فى المسألة ثم تكتب قانون معين وتدخل فى سلسلة من الخطوات المحفوظة للوصول إلى ناتج معين.
يمكنك أن تفهم الرياضيات من كتب المدرسة، وفيديوهات اليوتيوب الخاصة بتبسيط الرياضيات، .. والكثير من المصادر التى تساعدك على فهم الرياضيات. وعندما تعرف كيف تبدأ فى حل المسألة ستستطيع أن تحل كل المسائل الرياضية بأنواعها وتحصل على الدرجات وستتغير نظرة المحيطين بك من فاشل فى الرياضيات إلى عملاق الرياضيات وستحب الرياضيات بدلاً من كراهيتها.
إذن لم تكن المشكلة فى كراهية أو حب، ولم تكن فى الإمتحان، إنما كانت فى عدم فهم الرياضيات ومسائلها مما أدى إلى عدم القدرة على البدء فى حل المشكلة (المسألة) مما أدى لعدم الحصول على الدرجات أو تقدير المدرس والزملاء مما أدى بك إلى كراهية الرياضيات.
كلمات أخيرة.. إن اتبعت هذه الطرق لتبسيط وتوضيح المشكلات ستتمكن من حلها إن شاء الله وتصل إلى ما تريد.
اقرأ أيضاً: